المحترفون الأجانب في الدوري السوري.. افرنجي لا برنجي

المحترفون الأجانب في الدوري السوري.. افرنجي لا برنجي

المصدر : محمد إدلبي
17/12/2011
لأنّه ليس بالضرورة أن يكون «كلّ افرنجي برنجي».. المحترفون الأجانب في الدوري السوري.. افرنجي وسيف ذو حدين!! يعتبر المحترفون الأجانب العنصر الأساسي في منظومة الاحتراف الشامل لكرة القدم، الذي تطبّقه العديد من دول العالم رغبه منها في وصول منتخبات بلدانها وفرقها إلى البطولات العالمية، وبالتالي تحقيق الألقاب والكؤوس، لكنّ الاحتراف، إن كان منقوصاً، سيؤثر في جميع متطلبات نجاح كرة القدم، وهو ما تعاني منه الكرة السورية بشكل عام، وخاصة موضوع المحترفين الذين يشاركون مع فرقنا في البطولات المحلية والخارجية، على اعتبار أنّ أنديتنا في معظمها تعاني بشكل كبير من موضوع تأمين المستلزمات المادية الكافية لتغطية نفقات اللاعبين والفِرق، ما يجبر إدارات الأندية على التعاقد مع محترفين غير مؤهلين في الكثير من الأحيان لتمثيل فرق من الدرجة الثالثة، وإن كانت هناك بعض الاستثناءات، أمثال فابيو البرازيلي، الذي حقق مع الكرامة المركز الثاني في بطولة دوري أبطال آسيا، إلا أنّ هذا الأمر يشمل فئة قليلة من الأجانب، الأمر الذي يؤثر في مواهبنا الشابة التي تضطر إلى الجلوس على مقاعد البدلاء، رغبة من الجهاز الفني في إشراك المحترفين، وإن كان مستواهم أقلّ من لاعبنا المحلي، ما يترك أكثر من علامة استفهام على الفائدة التي يقدمها المحترفون لكرتنا، وإن كان هذا الأمر يؤثر في مواهبنا في المستقبل. المبالغة في أهمية الأجانب.. ستؤثّر في منتخبنا مستقبلاً رغم أنّ وجود الأجانب المميزين في الدوري سيسهم بشكل كبير في إعطاء قوة إضافية لدورينا، وسيرفع المستوى الفني في العديد من اللقاءات، لا يمنع هذا الأمر من التساؤل حول اعتماد الأندية بشكل لافت على المهاجمين الأجانب، ما قد يحجب الفرصة أمام مواهبنا الشابة لأخذ فرصتها كاملة مع فرقنا، ما قد يؤثّر بشكل سلبي في إعداد مهاجمين مميزين قادرين على إعطاء الإضافة للمنتخب في المستقبل، وهذا ما أكده عماد دحبور (مدرب وطني) الذي اعتبر أنّ هذه الظاهرة تعدّ خطرة جداً، وآثارها السلبية لن تظهر إلا في السنوات القادمة، فيجب على اتحاد كرة القدم والأندية أن يعملوا مع بعضهم لتلافي هذه المشكلة، وأن يتم الاعتماد على تطوير اللاعبين الشباب أصحاب الموهبة لخلق منتخبات وطنية قادرة على تحقيق الإنجازات، وأن لا يتم التعاقد إلا مع أجانب يكونون قادرين على الإسهام في تطوير الكرة في بلادنا، وأن لا يتم التعاقد فقط مع لاعبين من أجل إرضاء عشاق النادي الذين يرون في اللاعب الأجنبي المنقذ لناديهم. التكافؤ بين الأجانب والمحليين أمر بالغ الأهمية مع دخول عصر الاحتراف إلى دورينا، بات من المهم أن تتوافر السيولة للاعب المحلي، بقدر يوازي بشكل تقريبي ما يأخذه المحترف الخارجي، حتى يتفرغ لاعبنا بشكل كامل لكرة القدم، وألا يعمل في مهنة أخرى، حتى يستطيع أن يكفي نفسه ذاتياً، هذا ما أكده مهند الفقير، مدرب منتخبنا الناشئ، ونادي المجد، حيث اعتبر أنّ على الأندية ألا تبالغ كثيراً في الفوارق المادية بين الأجنبي والمحلي، حتى لا يشعر لاعبنا بأنّه مظلوم، وأن ناديه لا يقدم له ما يستحقه؛ بل يجب أن تكون العطاءات المادية توازي جهد اللاعب داخل أرضية الملعب، وعلى اتحاد كرة القدم أن يحمي عقود اللاعبين المحليين، كما يقوم بحماية عقد اللاعب الأجنبي. التعاقد مع لاعبين كبار للاستفادة من خبرتهم الكروية وتابع الفقير: شاهدنا في السنوات العشرين الأخيرة التطور الكبير الذي حصل مع الكرة اليابانية، التي كانت قبل التسعينات من أضعف الفرق في القارة الآسيوية، لكنّها بعد ذلك بدأت تعتمد على جلب لاعبين عالميين كبار في العمر للاستفادة من خبراتهم الطويلة في الملاعب العالمية لنقلها إلى شبابها الموهوب، والاستفادة منهم قدر المستطاع، الأمر الذي عاد على الساموراي بالفائدة، بحصدهم خمس كؤوس آسيوية، وتأهلهم المستمر إلى كأس العالم، وهذا ما شاهدناه أيضاً مع أوزبكستان التي بدأت بتطبيق هذه التجربة عبر تعاقد أحد أنديتها مع ريفالدو، النجم البرازيلي السابق، للاستفادة من خبرته مع برشلونة الإسباني، ومنتخب السيليساو، لذلك على أنديتنا عند تعاقدها مع المحترفين ألا تنظر فقط إلى الفائدة الفنية التي قد يقدّمها اللاعب داخل أرضية الملعب؛ بل أن تنظر إلى الفائدة التي سيقدمها المحترف للاعبي النادي في المستقبل، وتطوير عقليتهم الاحترافية. العجز المالي واعتبر هاشم تقي الدين (مشجع وحداوي) أنّه، خلال الأعوام التي مضت، لم يمرّ على الفرق السورية سوى عدد قليل من اللاعبين المحترفين المميزين الذين تركوا بصمة واضحة على أنديتهم أمثال موسى تراوري، لاعب الوحدة سابقاً، الذي أسهم بشكل كبير في إحراز البرتقالي لقبه الوحيد في بطولة الدوري، وغوميز لاعب الاتحاد، الذي يعتبر من أفضل المحترفين الذين قدموا إلى سورية، من خلال الأداء الرائع الذي قدّمه مع فريق الاتحاد، وغيرهما من المحترفين الجيدين الذين قدموا إلى دورينا والذين يعتبرون قلائل، بسبب الاعتماد على أجانب من المستوى الرابع والخامس نتيجة ضعف السيولة، وهي علامة فارقة تعاني منها معظم أنديتنا، الأمر الذي أدى إلى الاستعانة بخدمات محترفين بمقدمات عقود زهيدة جداً، وبالتالي من الطبيعي أن يرتبط سعر اللاعب بمستواه الفني. أما شفيق الحموي (محامي)، فقد بيّن أنه، في كثير من الأحيان، لا تجد الفرق ضالتها من اللاعبين المحترفين، لذلك تلجأ إلى الاستعانة بأي محترف نتيجة الرغبة في التعاقد مع لاعب أسمر البشرة، ولو كان لا يملك الإمكانات التي تؤهله لمساعدة الفريق، في ظاهرة تترك أكثر من علامة استفهام على إدارات الأندية، لذلك إن أراد اتحاد كرة القدم تطوير الكرة في سورية، يجب عليه أن يساعد الفرق مادياً من خلال توزيع ريع النقل التلفزيوني على جميع الأندية المشاركة في دوري المحترفين، كما تفعل الدول المجاورة والعالمية، حتى تصبح الإدارات قادرة على التعاقد مع محترفين جيدي المستوى الفني. رأي تقوم جميع الأندية الأوروبية والعالمية بجلب لاعبين من طراز رفيع لتدعيم صفوف فرقها بأجانب يملكون من المهارات الفنية والفكر التكتيكي العالي ما يساعد في تطوير أداء الفريق داخل أرضية الملعب، لذلك على أنديتنا أن تبدأ من الآن التفكير بعقلية احترافية، وأن تجد موارد استثمارية لتأمين الأموال اللازمة للصرف على اللاعبين والتعاقدات، وإلا فعلينا أن نعود إلى عصر الهواية، وألا نأخذ من الاحتراف إلا اسمه فقط؛ لأن هذا الأمر يضرّ الكرة السورية، ويمنع من أخذ المواهب فرصتها بشكل كامل مع أنديتنا.

موفقين

» دري كرة السلة السوري
» افتقاد الدوري للنجوم والمخضرمين جعلني ألتفت إلى تدريب الأعمار الصغيرة
» منتخبنا الأولمبي السوري يعسكر في مصر والسعودية
» الساحل السوري وجباله ومصايفه ... جنة الله على الأرض
» آسي ميلان بطل الدوري الإيطالي..