كرة القدم... هموم ومتاعب ومنغصات... المنتخب الوطني بين الهدف والغاية والواقع والطموح

اقتباس :

الاحتراف كلمة بتنا نتداولها منذ عدة سنوات حتى صدقناها فظننا أننا محترفون، والحقيقة أننا غير ذلك ولا نمت بعملنا وثقافتنا وتطلعاتنا إلى الاحتراف. ما نراه تخبطاً وعشوائية في كل أعمالنا وتصرفاتنا، وها هي كرة القدم تدفع الضريبة وحدها، وها هو منتخبنا الوطني ولنقل كل منتخباتنا تدفع ضريبة العشوائية وسوء الإدارة وضعف القرار.

كرة القدم... هموم ومتاعب ومنغصات... المنتخب الوطني بين الهدف والغاية والواقع والطموح Ma_27114953

واعترف أن الاحتراف ظلمناه فشوهنا صورته، وبالمقابل ظلمنا أنفسنا به.
فسياسة اتحاد كرة القدم بعيدة كل البُعد عن العمل الاحترافي، فلا قانون واضحاً تسير عليه ولا إستراتيجية موضوعة يتم العمل وفقها، ولا رؤية علمية تحدد الأهداف والغايات، والعمل في الاتحاد يتم حسب الروتين وهو عبارة عن عمل موظف مبتدئ حدوده إصدار البلاغات وجداول المباريات.
وأمام هذا الواقع المتردي بفكره وسياسته ومنهجه تنعكس الأمور كلياً على المنتخبات الوطنية التي سنتناول الحديث عنها اليوم لنتابع فيما بعد بقية أركان اللعبة.
ونشير إلى أننا بحديثنا عن اتحاد اللعبة لا نقصد اشخاصاً معينين أو اللجنة المؤقتة القائمة على العمل، إنما نقصد حالة عامة ومؤسسة رياضية انتهجت العشوائية بعملها منذ زمن طويل دون أن تصل لبداية العمل الاحترافي ولنا في هذا الشأن وقفة خاصة.

الفكرة والهدف
عندما نتناول الحديث عن المنتخب الوطني، وهنا نقصد في كلامنا كل المنتخبات (رجال- أولمبي- شباب- ناشئون..) فإننا يجب أن نحدد الهدف والغاية من وجود هذه المنتخبات، فهل هي منتخبات تسلية وأمر واقع وحالة مفروضة من أجل تنفيذ البرامج الخارجية، أم هي منتخبات وطن بمرتبة السفير الذي عليه أن يدافع عن بلاده وأن يعطي صورة ناصعة عن التطور والحضارة ولو بالشق الرياضي على الأقل.
عندما يتحدد معنا الهدف نحدد الطريق الذي يجب أن نسلكه لنصل إلى الهدف الذي نريده، للأسف نحن لم نحدد أهدافنا، وما نصرح به هو عبارة عن أمنيات وأحلام وربما على مبدأ (ربي تجي بعينه)؟!
الهدف يتحدد منذ اللحظة الأولى وفيها يتم رسم إستراتيجية كاملة وتوفير كل الامكانيات لتنفيذ الاستراتيجية.
وربما نحتاج الآن لمثال أو أكثر فنقول: منتخباتنا الثلاثة تأهلت لنهائيات الأمم الآسيوية، فماذا فعلنا من أجلها حتى الآن؟!
ربما غارقون في أحلام هذا التأهل وكل واحد منا يحاول سحب الإنجاز لنفسه على أنه صانعه وصاحبه؟ وربما ندع الأيام تقرر ما لا نستطيع صنعه وإقراره؟!
أعتقد أنه من الضروري أن نعلن اليوم عن هدفنا من مشاركتنا بالنهائيات الآسيوية، حتى نضع المعنيين والجمهور بآن واحد بصورة المستقبل، والبقاء على الانتظار أمر معيب ولا يحقق أدنى الأهداف.

مؤسسة رسمية
إذا كان العميد فاروق بوظو قد دعا لتشكيل رابطة للأندية المحترفة ونحن معه في هذا الطرح شريطة أن يتبنى هذه الرابطة اتحاد الكرة وأن يدعو خبراء اللعبة لوضع صيغها وشروطها وأهدافها، فإننا ندعو لتشكيل مؤسسة خاصة بالمنتخبات الوطنية وتحت اشراف اتحاد كرة القدم تقوم هذه المؤسسة على تحديد الأهداف وتأمين كل المتطلبات لتنفيذها.
وحتى لا يقال عنا إننا ساذجون فإن الجميع سيعلن أن هدفنا هو الفوز ببطولة الأمم الآسيوية، وليكن الآن حديثنا عن منتخبنا الأول علما أنه ينسحب على بقية المنتخبات فالمنافسة تعني أنك ستواجه في أدوار البطولة وحتى المباراة النهائية منتخبات محترفة وهي قوية وتدفع الغالي والرخيص في سبيل تحقيق هدفها ولا أقصد هنا المال وحده، فهناك أمور قد تكون أهم ووجودها أضر بكثير من وجود المال، عندما نتطلع إلى المنافسة فعلينا أن نفكر بجدية كيف سنواجه كبار آسيا مثل السعودية وكوريا الجنوبية واليابان وإيران واوزبكستان واستراليا، وربما سنجد صعوبة في مقارعة دول أقل منها لكنها أفضل منا كالعراق والبحرين وقطر والإمارات وعُمان، وربما وجدنا مفاجآت من دول أخرى تقع في شرق وجنوب شرق آسيا دخلت الاحتراف الحقيقي وتتقدم بسرعة الصاروخ نحونا ونحن ما زلنا نتغنى بماضينا وبعض النتائج الجيدة التي يحويها سجلنا.

الإنجاز
قبل أن ندخل في متطلبات المرحلة القادمة، علينا أن نقول إن منتخبنا الوطني حقق الإنجاز بتأهله لنهائيات الأمم الآسيوية وفق الظروف التي رافقت مسيرته ووفق الإمكانيات المقدمة، ونحن هنا نخالف الرأي الذي يحاول تقزيم انجاز منتخبنا واعتبار ما حققه أمراً طبيعياً وعادياً، وأعتقد أنهم ينظرون للموضوع بعين واحدة ويخفون بعينهم الثانية كل الحقائق الأخرى المهمة.
فمنتخبنا طوال مسيرته بالتصفيات كانت أموره مضطربة وقد عايشت أهم فصول الأزمة الكروية واضطراباتها ورغم أن منتخبنا حاول أن يخرج من هذه الأزمة إلا أنه تأثر بها شئنا أم أبينا.
أيضاً لم يتوافر لمنتخبنا شروط الإعداد الاحترافي المثالي وكل ما توافر له عبارة عن مباريات ومعسكرات يصح تسميتها (تمشية حال) لأنها كانت ضمن الامكانيات المتاحة ولا تتوافق مع طموح المنتخبات المحترفة.
أيضاً تعرض منتخبنا لهجوم عنيف من بعض وسائل الإعلام وهو أمر غريب ومستغرب، ومن المفترض أن نقف جميعاً مع المنتخب الوطني بكادره ولاعبيه لأنهم يمثلون الوطن تماماً كما تفعل كل الشعوب الأخرى، وحتماً عندما يخفق القائمون على المنتخب سينسحبون منه وهم لا يحتاجون لنقد أو هجوم أو أي مطالبة.
ونحن نتساءل: منتخبنا لم يخسر في التصفيات وقد تأهل وسيكون إن شاء الله متصدراً فلماذا كل هذا الهجوم والضغط؟ أليس منتخبنا هو خلاصة كرتنا الوطنية وخلاصة احترافنا وخلاصة أنديتنا وخلاصة الدوري، فما يقدمه هو انعكاس لهذه الأركان التي تصب في المنتخب الوطني.

متطلبات المرحلة
عشرة أشهر تفصلنا عن النهائيات وهو زمن ليس طويلاً وهو بالكاد يكفي لإعداد منتخب احترافي قادر على المنافسة.
بالدرجة الأولى علينا الوصول إلى الاستقرار الإداري والفني من خلال منح كادرنا الوطني الثقة الكاملة منذ الآن أو حل المنتخب وكادره والبدء من جديد.
ثانياً: انشاء مؤسسة رياضية تعني بشؤون المنتخب وعليها تنفيذ كل متطلباته لتنفيذ خطته وبرنامجه، هذه المؤسسة ينحصر عملها في تأمين شركة راعية للمنتخب وتأمين برنامج (كما يضعه المدرب) استعدادي متميز يتضمن معسكرات قوية ومباريات دولية تعود علينا بالفائدة.
تأمين الرعاية الكاملة لكادر المنتخب ولاعبيه.
تأمين كل المستلزمات الأخرى من بولمان خاص بالمنتخب وإقامة وإطعام من طراز خمسة نجوم وتجهيزات مثالية خاصة بالتدريب وبالمباريات، مع لباس رسمي كامل أثناء المعسكرات وأثناء المباريات.
تأمين طاقم من الموظفين يختصون بشؤون المنتخب الداخلية والخارجية ولندع كادره ولاعبيه يهتمون بشؤونهم البدنية والفنية، ما نطلبه ليس حلماً ولا هو من الخيال ويمكن تحقيقه ببساطة تامة عبر تعاون وتكاتف الجميع مع المنتخب.
المؤسسة التي افترضنا وجودها قادرة على تأمين ميزانية كبيرة خاصة بالمنتخب، وذلك عبر الشركات الراعية وعبر الداعمين وما أكثرهم وهم ينتظرون من يدعوهم لمثل هذه المهام الوطنية، وأنا واثق أنهم قادرون على توفير هذه المتطلبات بكل محبة وأريحية.

أخيراً
أعتقد أخيراً أن منتخبنا يستحق كل هذه المساحة من الهم والاهتمام، فهو يحتاج لكل جماهيره لتدعمه وتؤازره في السراء والضراء، وهو يحتاج لدعم كل الفعاليات الاقتصادية والتجارية التي لن تبخل عليه بشيء، وهو يحتاج لدعم واهتمام حكومي كسفير متميز لهذا الوطن، هدفنا القادم هو بطولة آسيا، فتعالوا نعمل يداً بيد لتحقيق هذا الهدف وبكل المنتخبات، وبالصدق والإخلاص والجهد والتعاون والمحبة قادرون بإذن الله على تحقيق ذلك.

اقتباس :: أخيراً
أعتقد أخيراً أن منتخبنا يستحق كل هذه المساحة من الهم والاهتمام، فهو يحتاج لكل جماهيره لتدعمه وتؤازره في السراء والضراء، وهو يحتاج لدعم كل الفعاليات الاقتصادية والتجارية التي لن تبخل عليه بشيء، وهو يحتاج لدعم واهتمام حكومي كسفير متميز لهذا الوطن، هدفنا القادم هو بطولة آسيا، فتعالوا نعمل يداً بيد لتحقيق هذا الهدف وبكل المنتخبات، وبالصدق والإخلاص والجهد والتعاون والمحبة قادرون بإذن الله على تحقيق ذلك.

انا معكن .......

» هموم الاطفال
» الفرق بين الحلم و الهدف
» منتخبنا الوطني يحقق فوزاً ساحقاً على الطاجيك
» منتخبنا الأولمبي لكرة القدم يحقق فوزا مستحقا على نظيره البحريني ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد لندن