أحد مفاتيح الشباب الدائم.. الرياضة.. سحرٌ يؤثر في مختلف جوانب الحياة

في
غمرة زحمة الحياة وكثرة المشاغل والواجبات، كثيراً ما ننسى الاهتمام
بأجسادنا. فإلى جانب تناول المأكولات السريعة، يهمل أغلبنا ممارسة التمارين
الرياضية، متجاهلاً أهميتها وتأثيرها المباشر في مختلف جوانب الحياة.
وفيما يلي عرض سريع لأهم الدراسات والأبحاث التي توضح الآثار الإيجابية
التي تتركها التمارين الرياضية في حياتنا:

¶ تأثير الرياضة في النشاط العقلي
يؤكد
العلماء أنَّ التمارين الرياضية يمكن أن تمنع التراجع العقلي عندما نكبر
في السنّ. فالتمارين المنتظمة تحسّن الذاكرة، والتخطيط، والمهارات المنظمة،
بالإضافة إلى القدرة على تبادل المهام العقلية.
ويعتقد الباحثون أنَّ
التمرين المنتظم، لمدة 30 دقيقة على الأقل خلال أيام الأسبوع، يمكن أن
يساعد في إبقاء الدماغ معافى؛ حيث تحسّن الرياضة ضخَّ الدم إلى الدماغ،
وتساعد في أداء الدورة الدموية بشكل أفضل. ويرى العلماء أنَّ النشاط يحفّز
نمو الخلايا العصبية في منطقة الدماغ المرتبطة بالذاكرة، كما يعمل على خفض
ضغط الدم. وهذا مهم بالنسبة إلى أكثر البالغين، خصوصاً مع التقدّم في السن.
¶ الرياضة والطاقة الإيجابية
عندما
نشعر بزيادة الطاقة السلبية في أجسادنا، فإنَّ أفضل طريقة للتخلّص منها
ممارسة الرياضة؛ لأنها تساعد في تحريك الدم في الشريايين والأوردة، وتقضي
على تشنج العضلات، ما يرفع من منسوب الأوكسجين في الجسم ويولد طاقة
إيجابية.

وينصح الخبراء باعتماد الرياضة أو المشي أو القفز على
الحبل أو الرقص، لمدة نصف ساعة يومياً، بشكل متواصل، حيث سيكون هذا كفيلاً
بالحصول على الطاقة الإيجابية المطلوبة.
كذلك يؤكد الخبراء أنَّ
التمارين الرياضية تساعد في زيادة روح التعاون لدى الأفراد، خاصة إذا تمَّت
ممارستها في أحد النوادي الرياضية. وتشير الدراسات إلى دورها في التقليل
من الشعور بالملل والتوتر والأرق، حيث إنها تقلّل من شعور الشخص بالوحدة
والكآبة؛ حيث إنَّ الرياضة تخفّض من طاقة الجسم السلبية.
لذلك ينصح
بممارسة الرياضة لبضع دقائق عندما تصاب بقلق قبل النوم. وإذا كنت غاضباً،
عليك فقط أن تمارس أيّ نوع من التمارين الحرة، التي ستقلّل من نسب الطاقة
السلبية في الجسد.
وتؤكد الدراسات أنَّ التمارين تساعد الإنسان على
التحمل والصبر، والسير لمسافات طويلة، والسباحة، والهرولة، وركوب الدراجات
الهوائية، وغير ذلك.
وأوضحت الدراسة أنَّ التمارين الجسدية المنتظمة
يمكن أن تخفّف من حدّة الضغط النفسي، وتساعد في مكافحة الكآبة والقلق، كما
تساعد في النوم بشكل أفضل وفي تحسين المزاج؛ مؤكدة أنَّ التمارين المنتظمة
تساعد في حرق السعرات الحرارية والدهون في الجسم وخفض الوزن.

¶ للرياضة تأثير كبير في جهاز الدوران
القلب
هو المركز الرئيس لضخّ الدم إلى كافة أجزاء الجسم، لتغذيتها بالدم (سائل
الحياة). ومن المعروف أنَّ الرياضة تؤثر في القلب بشكل كبير؛ فهي تؤدي إلى
زيادة قوة ضربات القلب، وبالتالي إلى زيادة قوة ضخّ الدم إلى كافة أجزاء
الجسم؛ أي تكون الحاجة إلى زيادة ضربات القلب في أوقات المجهود أقل، فيقلّ
الحِمل على القلب، ما يؤدي إلى تقليل فرص احتمال الإصابه بأمراض فشل عضلات
القلب.

¶ تأثير الرياضة في جهاز الدوران الطرفي
هو
الجهاز المتمثّل في الشرايين، التي تمدّ الأجزاء المختلفة من الجسم بالدم
الضروري لها. ويظهر تأثير الرياضة على هذا الجهاز من خلال:
1 - المساعدة
في فتح ما يُعرف بالشرايين الاحتياطية. وهي شرايين موجودة عندنا جميعاً،
وهي مغلقة وغير عاملة، وتكون احتياطية في الجسم، ومن الممكن أن يحتاج إليها
الإنسان إذا ما تعرّض جزء من أجزاء الجسد إلى الإصابة، إذ إنَّ هذه
الشرايين تفتح كي تمدَّ الجزء المصاب بالدم كي لا يموت.
وممارسة الرياضة تساعد في فتح تلك الشرايين؛ ما يؤدي إلى زيادة كمية الدم الواردة إلى أجزاء الجسم، وبالتالي زيادة كفاءتها وحيويتها.
2 - إفراز مواد تعمل على تقليل لزوجة الدم؛ ما يؤدي إلى تقليل فرص الإصابة بالجلطات.
3 - زيادة كمية الدم الوارد إلى الشرايين؛ ما يزيد من مساحتها، وبالتالي ليونتها، فيعمل ذلك على تقليل فرص الإصابة بتصلبات الشرايين.
4 - زيادة كمية الدم الوارد إلى المخّ، فيؤدي ذلك الى زيادة التركيز والذاكرة.
5 - زيادة كمية الدم الوارد إلى الجلد؛ ما يؤدي إلى تنظيم درجة حرارة الجسم، المهمة للكثير من العمليات الحيوية داخل الجسم.

¶ الرياضة مفتاح الشباب
أما
عن فوائد الرياضة في محاربة الشيخوخة، فقد أكدت دراسة جديدة أنَّ
التمرينات الرياضية ربما تكون مفتاح الشباب، كما اتضح أنَّ الناس الذين
يحافظون على لياقتهم البدنية قد يصبحون أصغر بيولوجياً بنحو تسع سنوات من
أولئك الذين يعيشون حياة خاملة.
ووجدت الدراسة أنَّ أسلوب الحياة الخامل
يزيد مخاطر أمراض عديدة كالقلب والسرطان، ويبدو أنَّ له دوراً رئيساً في
عملية التقدّم في العمر.
وأوضحت دراسات كثيرة أنَّ التمرينات تقلّل
مخاطر سلسلة من الأمراض مثل أمراض القلب والبول السكري والسرطان، مؤكدة
أنَّ الأشخاص، الذين مارسوا التمرينات بمعدل 3 ساعات أسبوعياً، كانوا أصغر
بيولوجياً بتسع سنوات، مقارنة بهؤلاء الذين مارسوا تمرينات أقل من 15
دقيقة.
من جهة أخرى، أكد باحثون أمريكيون أنَّ التمارين الرياضية قد لا
توقف زحف الشيخوخة، ولكنها قد تخفي إلى حدّ ما أعمار الناس الحقيقية، لأنها
تجعلهم يبدون أكثر نضارة وشباباً من غيرهم.

المشي.. أسهل التمارين
يعدّ المشي من أفضل أنواع الرياضات التي تستطيع أن تبدأ بها برنامجك الرياضي، خاصة إذا لم تكن تزاول الرياضة سابقاً.
وينصح
أولاً بالسير لمدة 10-15 دقيقة، ثم زيادة المدة تدريجياً كلّ أسبوع حتى
تصل إلى 45 دقيقة يومياً، أي بمعدل ثلاث إلى خمس مرات أسبوعياً.
وحتى
تكون رياضة المشي مفيدة، لابدَّ من السير بخطوات سريعة لزيادة ضربات القلب
إلى المعدل المطلوب. فالمشي البطيء لا يؤدي الغرض المنشود منه. فإذا كان
الشخص يمشي مثلاً بسرعة 2 ميل في الساعة، فإنَّ استهلاكه من الطاقة يكون
بمعدل 120-240 سعرة حرارية/الساعة. أما عند السير بسرعة 4 أميال/الساعة
فإنَّ استهلاك الطاقة يرتفع إلى 360-420 سعرة حرارية/الساعة.
نصائح عامة يقدّمها الخبراء للراغبين في الحصول على نتائج أفضل من المشي:
1 - حاول السير في طريق مرتفع، لأنَّ ذلك سيؤدي إلى زيادة الجهد المبذول.
2 - تناول وجبة صغيرة قبل المشي بنصف ساعة.
3 - لا تمارس رياضة المشي في الشوارع في وقت الظهر صيفاً، أو أثناء الغبار والرطوبة الشديدة.
4 - لا تزاول رياضة المشي في الشوارع المُلوّثة بدخان السيارات والمصانع، ويفضّل المشي في الصباح الباكر أو في المساء المتأخر.
5 - لا تزاول رياضة المشي تحت أشعة الشمس أو عندما تكون الشمس عمودية على الأرض.