دعه يخفق حبا

أُعطينا الحياة بمقدار محدد، وأقصد أنّ حياتنا مجرّد سنوات معدودة، طالت أم قصرت، فهي لن تكون إلا بقدر.. حسناً ها أنا أكرّر تعريف المعرّف.. لكن اسمحوا لي بأن أكررها، فربما منّا مَن نسي، أو من غفل، ومن لم يصدق.. أنّ كل شيء محدد بقدر..


وانظر إلى هذا القدر المعطى لنا من الحياة، فحتى لو امتلكنا كلّ ما أتيح لنا امتلاكه، فنحن لن نمتلك شيئاً يذكر قياساً إلى اتساع الكون من حولنا، ونحن لو رأينا كلّ ما نستطيع رؤيته، فلن نرى إلا ما أتاحته قدرة العين على الإبصار والرؤية.. ومحدودية قدرتنا تتحدّد باتساع رغباتنا، وتعجز عن اللحاق بحجم أحلامنا.. لم نتوقف عن الحلم يوماً، ولكننا عجزنا عن اللحاق به، لأنّ المقدار المعطى لحياتنا لا يكفي كي نحقّق كلّ أحلامنا.. أعطينا الصبر، وطُلِبَ منّا أن نصبر، وأُعطينا الأمل وطُلِبَ منّا أن لا نكفّ عن ملاحقته، أُعطينا القناعة فتمسّكنا بها، أُعطينا الحب، والخير، واللهفة، والحنان، والغيرية.. وأُعطينا السبل التي نصرف بها ما أُعطينا.. ثمّ وجدنا الطمع، والكراهية، والحسد، والنميمة، وطُلِبَ منا أن نمتنع عنها.. طُلِبَ منّا ألا نطمع بمال أحد، بمكانة أحد، أو بمكان أحد، طُلِبَ منّا ألا نكره لأنّ الكراهية موت، وموت القلب الذي تسببه الكراهية هو انتقاص من مقدار الحياة التي أُعطينا.. طُلِبَ منّا أن نعرف أنّ قدرتنا تتحدد بما أُعطينا من حياة، وما أُعطينا لن يكون إلى ما لا نهاية.. لأنّها ولأنّنا جزء منها، مقدار، برهة، سنوات قليلة، قطعة من الزمان والمكان.. وإذا اتسعت رؤيا القلب، ورؤيا البصيرة، ورؤيا الحب، ورؤيا الحنان، ورؤيا القناعة، ورؤيا الحلم.. فلن نكره أحداً، ولن نطمع بما يملك أيّ أحد، ولن نجرح أحداً، ولن نعتدي على أحد، ولن نشتم أحداً.. لأنّه كلما اتسعت الرؤيا عرفنا قِصَرَ مسافة الحياة التي أُعطينا، وكلما عرفنا أكثر رأينا أكثر، وكلّما رأينا أكثر خفق القلب أكثر.. وكلّما خفق القلب أكثر أحسسنا بأنّنا أحياء.. أُعطينا الحياة فقط كي نحب، ولأننا نحبّ سنسامح، وإن اتهمنا بأننا لا نفهم.. وصدقوني كلّما اتسع الحب ضاقت العبارة على كلمة "أحبك" فقط.. الحب هو الشيء الوحيد الذي أُعطي لنا بلا حدود، لأنّ الحب هو الذي سيبقى بعد أن ينتهي مقدار ما أعطينا من الحياة.






إطلالة



لا تجرح أحداً أحبَّكَ، فهو لن يجرحك لأنّه أحبّكَ

ولا تجرح أحداً اشتاق إليك.. فربّما أدمى الشوق يوماً قلبكَ

نورتنا

اقتباس :

لا تجرح أحداً أحبَّكَ، فهو لن يجرحك لأنّه أحبّكَ

ليتنا نستطيع وجع من احبنا بصدق ..بصدق

تسلم ايدك